Home الرأي و الرأي الأخر صرخة من القلب أين الإنسانية في بوسماعيل؟!

صرخة من القلب أين الإنسانية في بوسماعيل؟!

8
0

بيان إنساني باسم الأستاذ جمال سليماني، المحامي، المقيم في كندا

بشأن حادثة التعذيب والاعتداء الوحشي التي هزّت ضمير الوطن

بسم الله الرحمن الرحيم

بكلّ ألمٍ وغضبٍ ومرارةٍ إنسانية، تابعنا المشاهد الصادمة التي تناقلتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تُظهر شابًا جزائريًا يُختطف ويُعذّب ويُهان بصورةٍ وحشية تُدمي القلوب وتدفع كل صاحب ضمير إلى الغضب والحزن.

إنّ ما جرى في بوسماعيل ليس مجرّد واقعة معزولة، بل جريمة نكراء ووصمة عارٍ في جبين الإنسانية، تُعيد إلى الأذهان مشاهد العصور المظلمة التي غابت عنها الرحمة، وساد فيها العنف والكراهية.
شابٌ يُضرب ويُهان وتُراق دماؤه أمام العدسات دون أن يتحرك ضمير أو تمتدّ يد لإنقاذه

أيّ إنسانية هذه؟ وأيّ قسوةٍ ألغت الرحمة من القلوب؟

باسم الضمير الإنساني، وبصفتي محاميًا ومواطنًا جزائريًا مقيمًا في كندا، أرفع صوتي عاليًا لمطالبة السلطات الجزائرية المختصة بـ فتح تحقيق شامل وعاجل، وتطبيق العدالة الصارمة ضد كلّ من شارك في هذه الجريمة، سواء بالفعل أو بالصمت أو بالتواطؤ أو حتى بعدم التبليغ.
إنّ هيبة الدولة وعدالة القضاء لا تُقاسان بصرامة النصوص فحسب، بل بقدرتها على حماية الإنسان من بطش الإنسان، وصون كرامته من الإهانة.

نطالب أيضًا بضرورة تعزيز ثقافة القانون والإنسانية في المجتمع، وتكثيف برامج التوعية ضدّ خطاب الكراهية والعنف، لأنّ السكوت على الظلم خيانة، والتبرير له مشاركة في الجريمة. ختامًا، نؤكد أنّ دم هذا الشاب لن يضيع، وأنّ الجزائر التي أنجبت الشهداء والأحرار قادرة على أن تنهض من جديد على أساس العدالة والرحمة والإنسانية

اترك ردا

Please enter your comment!
الرجاء إدخال اسمك هنا