Home أخبار ثقافية الإعلاميون الجزائريون في سنوات التسعينات مجاهدون وشهداء قبل أن يكونوا إعلاميين

الإعلاميون الجزائريون في سنوات التسعينات مجاهدون وشهداء قبل أن يكونوا إعلاميين

4
0

لقد كان الإعلام في الجزائر خلال سنوات التسعينات أكثر من مجرد مهنة؛ كان خط الدفاع الأول في وجه الإرهاب، وفضاءً للحق والصدق في زمن الظلام والفوضى. هؤلاء الذين واجهوا الموت يوميًا، لم يكونوا مجرد إعلاميين يبحثون عن الشهرة أو الشهرة السهلة، بل كانوا مجاهدين حقيقيين، وشهداء صادقين، رفعوا راية الوطن وواجهوا الإرهاب بعزم وإيمان.

إنهم من صنعوا مجد التلفزيون الجزائري في عز الأزمة، وعززوا حضور الجزائر إعلاميًا حين كان الإرهاب يهدد كل شبر من الأرض، وها نحن اليوم نجد الكثير منهم يواصلون صناعة المجد على صعيد الفضائيات العربية، حاملين رسالة الجزائر إلى العالم، وموصلين صوت الحق وسط عواصف التحريف والتضليل.

حكاية الشهيد إسماعيل يفضح

في طليعة هؤلاء الأبطال، يبرز اسم إسماعيل يفضح، أحد فرسان التلفزيون الجزائري، الذي طالته أيادٍ جبانة غادرة. كان شابًا اختار لغة الحبر والقلم للتعبير عن قضايا وطنه ومجتمعه، فجاء الرد من الإرهاب بلغة الدم والرصاص.

لم يُغتال إسماعيل بموت جسده، بل حاولوا اغتيال الحرية والفكر والحياة في شخصه. ولكنه، رغم كل محاولاتهم، بقي حيًا في القلوب، والعقول، والذاكرة الوطنية، بينما أصبح أولئك الذين هددوه أمواتًا خارج القبور، يتساقطون أمام عدالة التاريخ وضمير الشعب.

لقد اختاروا الموت، بينما تركوا الحياة لمن كان يحمل الحقيقة والضمير. فها هو باقٍ في الروح، في الذاكرة، وفي كل مشهد من مشاهد التضحية والصمود. رحم الله إسماعيل وجعله من سكان الفردوس الأعلى، ورفع شأن كل شهداء الإعلام الجزائري الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الجزائر وكرامتها.

إن قصة هؤلاء الإعلاميين الشهداء تذكرنا دائمًا بأن الحرية والإعلام الوفي للوطن لا يُقاسان إلا بتضحيات أصحابها، وأن الجزائر بقيت صامدة لأنها خرجت من رحم الألم بالدم والشجاعة، وشهداؤها ما زالوا مصابيح تنير الطريق للأجيال القادمة.

إسماعيل يفصح شهداءالإعلام الجزائر

اترك ردا

Please enter your comment!
الرجاء إدخال اسمك هنا