في وطنٍ صنعه الأحرار بدمائهم الطاهرة، يواصل أبناء الجزائر الأوفياء مسيرة التضحية والوفاء، حاملين مشعل الوطنية الصادقة، ومدافعين عن مبادئ الجمهورية وقيمها الراسخة. ومن بين هذه الوجوه المشرفة يبرز اسم موح محمد لمين، ابن عائلة ثورية من بلدية الأخضرية بالجزائر الكبرى، وعائلته المجاهدة التي قدّمت الغالي والنفيس من أجل حرية الوطن خلال ثورة التحرير المجيدة، ثم واصلت دفاعها في وجه الإرهاب الهمجي خلال العشرية السوداء
عائلة قاومت… ورجل واصل الرسالة
كان والد محمد لمين، المعروف باسم “زرقو”، من رجال الدفاع الذاتي الذين وقفوا في الصفوف الأمامية لمواجهة الإرهاب الدموي، حامياً الأرواح ومُدافعاً عن استقرار البلاد. وقد تناولت قناتا Canal+ و M6 الفرنسية قصته ضمن تقاريرهما عن مقاومة الشعب الجزائري للإرهاب خلال سنوات التسعينيات.
وفي سنة 1998، عبّر الشاب محمد موح لمين، وكان حينها في الثامنة من عمره، عن وجعه الوطني وعمق انتمائه من خلال أغنية مؤثرة بعنوان «الجزائر بلادي ساكنة في قلبي»، خرجت من قلبه لتلامس قلوب الجزائريين، فكانت رمزًا للتضامن والوحدة الوطنية في وجه العنف والتطرف.
العمل الإنساني… وطنية في الميدان
لم يكتفِ محمد لمين بالمواقف الوطنية فقط، بل جعل من العمل الإنساني رسالة حياته. فقد شارك في عمليات إطفاء حرائق الغابات على المستوى الوطني، ولبّى نداء الإنسانية في كارثة زلزال سوريا، كما ساهم في مساعدة الفقراء عبر توفير الأدوية لهم، وتسهيل حصولهم على سكن اجتماعي رغم أنه لا يملك مسكنًا خاصًا به. وسافر إلى الجنوب الجزائري في إطار نشاطات إنسانية، مجسّدًا أسمى قيم الوطنية والإيثار.
Mister AB… نموذج للشجاعة والمبادرة
أما محمد عبيدات، المعروف بلقب Mister AB، فهو من الوجوه الوطنية النادرة التي اختارت أن تضع جهدها ووقتها ومالها الخاص في خدمة المواطنين الضعفاء، متنقلاً بين المدن الجزائرية للدفاع عن حقوقهم ومساعدتهم في حل مشاكلهم، عبر ما يُعرف بـ«السلطة الرابعة» أي الإعلام الحر.
بفضل مبادراته، تمكّن العديد من المواطنين من الحصول على سكن، كما سُمح بفتح مصانع كانت معطلة بسبب البيروقراطية، مما ساهم في خلق مناصب شغل جديدة للشباب، في انسجام تام مع برنامج رئيس الجمهورية.
رجال في خدمة الجزائر
إن ما يميز الرجال الأوفياء لهذا الوطن ليس مجرد كلماتٍ تُقال أو شعاراتٍ تُرفع، بل هو صدق الانتماء والإيمان العميق بأن خدمة الجزائر شرفٌ ومسؤولية، وليست طريقًا نحو المصلحة أو الظهور.
هم رجالٌ آمنوا بأن حب الوطن لا يُقاس بما يُقال في العلن، بل بما يُنجز في الميدان، بعيدًا عن الأضواء، وبعيدًا عن كل حسابٍ ضيّقٍ أو منفعةٍ شخصية.
رجالٌ نذروا أنفسهم للجزائر، يعملون في صمت، يرفعون رايتها في المحافل، ويحرسون قيمها في كل موقعٍ يُطلب منهم فيه العطاء. إنهم الصورة الحقيقية لـ الجزائر الجديدة، الجزائر التي تُبنى بسواعد أبنائها الأوفياء، لا بشعاراتٍ تُرفع ولا بوعودٍ تُنسى.
هؤلاء الرجال يجسّدون مبدأ «الجزائر قبل كل شيء»، ويترجمونه إلى أفعالٍ ملموسةٍ في كل يومٍ من حياتهم. لا ينتظرون مكافأة، لأن حب الوطن في حد ذاته أعظم مكافأة.
في مواقفهم نرى الصدق، التضحية، والانضباط. وفي أعمالهم نلمس روح التضامن، الوطنية، والشهامة التي كانت ولا تزال من أبرز ملامح الشخصية الجزائرية الأصيلة.
ومن بين هذه النماذج المشرّفة، يبرز رجالٌ مثل موح محمد لمين و Mister AB، الذين يثبتون أن الوطنية ليست شعارًا يُقال في المناسبات، بل هي فعلٌ وموقفٌ في كل لحظة.
هم فخر الجزائر، وأملها، ورمزٌ لجيلٍ جديدٍ يكتب قصة الجزائر المعاصرة بروحٍ مخلصةٍ، وقلوبٍ لا تنبض إلا بحب الوطن. إن الجزائر الجديدة تُبنى برجالٍ ونساءٍ من طرازٍ خاص…
بمن يضحّون، ويعملون، ويحلمون بها أجمل وأقوى.
فإليهم تُرفع القبعات، وبهم تُزهر أرض الشهداء من جديد







