في مثل هذا اليوم من أول نوفمبر 1954، دوّى صوت الحرية في سماء الجزائر، معلنًا ميلاد فجر جديد بعد ليلٍ طويل من الاستعمار. خرج رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ليكتبوا بدمائهم الطاهرة أول سطور الثورة التحريرية المجيدة، فكانت الشرارة التي أضاءت درب الاستقلال والكرامة.
واليوم، ونحن نحيي هذه الذكرى العظيمة، لا ننسى أيضًا صفحة مؤلمة من ذاكرة منداس، حيث تمر أربعة وعشرون سنة على الجريمة الغادرة التي راح ضحيتها أربعة عشر من أفراد الحرس البلدي وسائق الشاحنة التي كانت تقلهم بمنطقة عين الحد – دوار أولاد رافع، وهم يؤدّون واجبهم في حماية الوطن والمواطنين.
ذلك اليوم لم يكن عادياً، بل كان يومًا نُقشت تفاصيله في وجدان أبناء المنطقة بالحزن والفخر معًا. فقد فقدت منداس رجالاً شجعانًا واجهوا الموت بثبات، وارتقوا شهداءً في سبيل الأمن والسلام، ليواصلوا بدمائهم مسيرة أولئك الأبطال الذين فجّروا ثورة نوفمبر.
إنّ الجزائر التي ولدت من رحم التضحية لن تنسى أبناءها الأوفياء، من ثوار الأمس إلى حماة اليوم. فكل قطرة دم سالت على هذه الأرض الطيبة هي شهادة وفاءٍ وعهدٍ على أن الوطن يُصان بالرجال، ويُبنى بالصدق والإخلاص.
نسأل الله العلي القدير أن يرحم أرواحهم الطاهرة، ويسكنهم فسيح جناته، ويجزيهم عن الجزائر خير الجزاء.
سيبقون خالدين في الذاكرة، رمزًا للشجاعة والإيثار، وشعلةً تُضيء درب الأجيال القادمة.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار،
وعاشت الجزائر حرةً أبية







