من المؤسف حقًا أن نسمع أن أحد أبناء هذا الوطن، الذي ترعرع في خيراته، وتعلّم في مدارسه وجامعاته مجانًا، ووصل بفضلها إلى مرتبة سامية في مؤسسات الدولة كعضو في مجلس الأمة، يختار اليوم أن يرفع شكوى ضد بلده أمام المنظمات الأجنبية.
إن هذا السلوك، أيا كانت المبررات، يُعدّ خروجًا عن تقاليد الوطنية والوفاء، لأن الاختلاف لا يُحلّ بتدويل القضايا الداخلية ولا بطرق أبواب الخارج، بل بالحوار داخل مؤسسات الوطن التي احتضنته ومنحته الشرعية والمكانة.
الجزائر لم تبخل يومًا على أبنائها، فمدارسها وجامعاتها كانت ولا تزال مفتوحة لكل من أراد العلم، ومؤسساتها أتاحت المجال لكل من أراد الخدمة بصدق وإخلاص. ولهذا، فإن نكران الجميل أو محاولة تشويه صورة الوطن في المحافل الدولية لا يخدم إلا خصوم الجزائر ولا يعبّر عن روح المواطنة الحقة.
الجزائر بلد المؤسسات، بلد الحريات، بلد الشهداء الذين رووا أرضها بدمائهم حتى نعيش اليوم بحرية وعزة. لا يمكن لأي شخص، مهما كان موقعه، أن يمسّ بكرامة هذا الوطن الذي احتضنه وربّاه ورفع من شأنه.
نحن نؤمن أن النقد حق، لكن بشرف ومسؤولية. أما تحويله إلى اتهام للوطن فهو خط أحمر لا يقبله الأحرار. فالوطن لا يُهان، والجزائر فوق الجميع، وستبقى برجالها ونسائها المخلصين، شامخة لا تنحني إلا لله.
