الإعلام بين الحرية والمسؤولية
في زمن أصبحت فيه الكلمة سلاحًا، والمعلومة قوةً، يتحتم على كل إعلامي وصحفي أن يدرك أن رسالته ليست فقط نقل الخبر، بل بناء الوعي، وصون كرامة الوطن ومؤسساته. من المؤسف أن نرى بعض الأصوات الإعلامية، مثل السيد سعيد بن سديرة، تنزلق أحيانًا إلى خطابٍ بعيدٍ عن قيم الاحترام والموضوعية، فتتحول من نقدٍ بنّاء إلى تهجّمٍ وازدراءٍ لمؤسسات الدولة ورموزها.
إنّ الاختلاف في الرأي حقٌّ مشروع، بل دليل على حيوية المجتمع ونضجه، ولكن الإساءة إلى رموز الدولة ليست من النقد في شيء، بل هي خروج عن أخلاقيات المهنة الصحفية، وانزلاق نحو خطاب يُضعف اللحمة الوطنية ويُفرّق بين أبناء الوطن الواحد.
فالسيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بما له من صلاحيات دستورية، يُمثّل رمز الدولة الجزائرية، والإساءة إليه هي إساءة إلى مؤسسات الدولة ذاتها — سياسية كانت أم عسكرية. ومن واجب كل جزائري، خاصة من يملك منبرًا إعلاميًا يُتابعه الآلاف، أن يُقدّر خطورة الكلمة، وأن يُسهم في ترسيخ الثقة بين الشعب ومؤسساته، لا في تقويضها.
إنّ الجزائر أمانة في صدورنا، لا يحق لنا أن نعبث بها في لحظة غضب أو طيش إعلامي. من واجبنا أن نكون صفًّا واحدًا خلف وطننا، ندافع عنه إذا ظُلِم، ونُصلح فيه إذا أخطأ، دون أن نُهين رموزه أو نبتزّ مسؤوليه.
أيها الصحفي، أيها الكاتب، كن ضميرًا للوطن، لا سيفًا عليه. فحرية التعبير لا تعني الفوضى، والنقد لا يعني القذف.
فلتكن كلماتك جسرًا للبناء لا أداة للهدم، ولتكن أقلامنا درعًا يحمي الجزائر من الفتنة، لا وقودًا لها.
وفي الختام، نقول:من أحب الجزائر حقًّا، لا يُهاجمها في العلن، بل يُصلحها في الخفاء.
ومن أراد المجد الإعلامي، فليصنعه بالصدق، لا بالإساءة.







