في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها القوات البحرية الجزائرية لحماية المياه الإقليمية ومكافحة شبكات التهريب والهجرة غير الشرعية، تمكنت صباح أمس وحدات حراس السواحل التابعة للواجهة البحرية الغربية ببوزجار (ولاية عين تموشنت) من إحباط محاولة تسلل مشبوهة عبر البحر، وتوقيف سائقَي قارب سريع من نوع “فونطوم 900” كان قادماً من السواحل الإسبانية باتجاه الشواطئ الجزائرية.
وحسب بيان لمصالح حراس السواحل، فقد جاءت العملية بعد عملية رصد دقيقة ومتابعة مستمرة لتحركات القارب الذي دخل نطاق المياه الإقليمية الجزائرية بسرعة عالية وفي ظروف جوية مواتية، الأمر الذي أثار الاشتباه في طبيعة مهمته. وبفضل التدخل السريع للوحدات البحرية المكلفة بالمراقبة، تم اعتراض القارب وتوقيف سائقيه دون تسجيل أي أضرار مادية أو بشرية.
وأفادت المصادر ذاتها أن القارب المحجوز من نوع “فونطوم 900” يُعد من الزوارق السريعة التي تُستخدم عادة في عمليات الهجرة غير النظامية ونقل البضائع المحظورة، مشيرة إلى أن التحقيقات الأولية أظهرت مؤشرات قوية على تورط الموقوفين في أنشطة غير قانونية. وقد تم تحويل القارب إلى الميناء القريب قصد إخضاعه للمعاينة التقنية، بينما أُحيل الموقوفان على الجهات المختصة لمواصلة التحقيق ومعرفة خلفيات العملية.
وتندرج هذه العملية النوعية ضمن الجهود المكثفة التي تبذلها قيادة القوات البحرية في إطار الاستراتيجية الوطنية لحماية الحدود البحرية ومكافحة كل أشكال الجريمة المنظمة العابرة للأوطان، لاسيما التهريب والهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات.
وأكدت قيادة حراس السواحل أن مثل هذه العمليات الميدانية تعكس الجاهزية العالية والتنسيق الدقيق بين مختلف وحدات المراقبة البحرية، كما تُبرز الإمكانيات التقنية والبشرية التي سخّرتها الدولة لتأمين الشريط الساحلي الممتد على أكثر من 1200 كيلومتر.
وختم البيان بالتأكيد على أن وحدات حراس السواحل ستواصل مهامها الميدانية على مدار الساعة، من خلال تكثيف الدوريات وتعزيز التعاون الأمني مع المصالح المختصة، من أجل ضمان أمن وسلامة الحدود البحرية الوطنية والتصدي لكل أشكال التهديدات التي تستهدف أمن الجزائر واستقرارها.
