أولاً: كشف حقيقة الادعاءات المغرضة
تداولت في الآونة الأخيرة بعض الصفحات المعادية للدولة الجزائرية، والتي يُعرف أصحابها بمواقفهم العدائية وخدمتهم لأجندات أجنبية، خبراً مضللاً مفاده أن “الجزائر طُردت من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعد حصولها على صوت واحد فقط من أصل 173 صوتاً”.
وبعد التحقق من هذه المزاعم، تبيّن أنها لا أساس لها من الصحة، وأن الهدف منها هو تشويه صورة الجزائر دولياً، وبث خطاب الكراهية والانقسام. الحقيقة المؤكدة أن الجزائر لم تُطرد من المجلس، بل أنهت بشكل طبيعي ولايتها التي بدأت مطلع عام 2023، على أن تنتهي رسمياً بنهاية شهر ديسمبر 2025، في إطار المدة القانونية المحددة لكل عضو في المجلس.
ثانياً: عضوية الجزائر في مجلس حقوق الإنسان
انتُخبت الجزائر عضواً في مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة عن المجموعة الإفريقية، في إطار الانتخابات الدورية التي تجريها الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد نالت الجزائر ثقة المجتمع الدولي لما عُرفت به من مواقف ثابتة ومبدئية في الدفاع عن القضايا العادلة، ودعمها للشرعية الدولية، واحترامها لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
خلال ولايتها، شاركت الجزائر بفعالية في الجلسات والمداولات المتعلقة بحقوق الإنسان في مختلف مناطق العالم، وعبّرت عن مواقفها الراسخة الداعمة للشعوب المقهورة والمستضعفة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.
ثالثاً: مواقف الجزائر في الدفاع عن القضايا العادلة
تميزت الدبلوماسية الجزائرية في مجلس حقوق الإنسان بمواقفها الثابتة والمبدئية، منها:
- دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها: الجزائر كانت من أبرز الدول التي دافعت عن هذا المبدأ في المحافل الدولية، انطلاقاً من تاريخها التحرري وتجربتها النضالية ضد الاستعمار.
- نصرة القضية الفلسطينية: رفعت الجزائر صوتها عالياً في المجلس للتنديد بالانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية.
- مناصرة قضايا إفريقيا: تبنت الجزائر مواقف داعمة لقضايا التنمية، ومحاربة الفقر، والتمييز العنصري، ودعمت حق الشعوب الإفريقية في التنمية والكرامة.
- الدفاع عن مبادئ عدم التدخل: أكدت الجزائر مراراً أن حقوق الإنسان لا يجب أن تُستعمل كذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
رابعاً: محاولات التشويه والحرب الإعلامية
إن الترويج لمثل هذه الأكاذيب من قبل أطراف معروفة بعدائها للوطن يدخل ضمن حرب ناعمة تستهدف تقويض صورة الجزائر على الساحة الدولية. فبعد النجاحات الدبلوماسية التي حققتها البلاد، لا سيما في ملف دعم القضية الفلسطينية، وتوسيع علاقاتها الدولية على أساس الندية والاحترام المتبادل، تحاول هذه الأطراف تشويه هذه المكاسب عبر حملات تضليلية على وسائل التواصل الاجتماعي.
خامساً: تقدير الجهود الوطنية
من منبرنا هذا، نعرب عن تقديرنا وامتناننا للدولة الجزائرية وللدبلوماسية الوطنية على الجهود الكبيرة التي بذلتها طيلة فترة عضويتها في مجلس حقوق الإنسان، وعلى مواقفها التي عكست ثوابت الثورة الجزائرية وقيمها التحررية. لقد كانت الجزائر — وما تزال — صوتاً للمستضعفين، ومدافعة عن العدالة والكرامة الإنسانية في كل المحافل الدولية.
إن الخبر الذي رُوِّج حول “طرد الجزائر من مجلس حقوق الإنسان”لا يعدو أن يكون إشاعة مغرضة، تهدف إلى المساس بصورة الجزائر وتشويه مكانتها الدولية. وفي المقابل، تبقى الحقيقة أن الجزائر أنهت ولايتها باحترام وتقدير من المجتمع الدولي، بعد أن أدت دورها بفعالية ومسؤولية.
وبهذا تبرهن الجزائر من جديد أنها دولة ذات سيادة، وصاحبة مواقف مشرفة في الدفاع عن القيم الإنسانية والعدالة الدولية.







